samedi 18 avril 2015

الدكتور" الصادق الحمامي "المنسق العلمي للمؤتمر الدولي لمعهد الصحافة وعلوم الأخبار " الصحافة المكتوبة : أزمة أم تحولات الصحافة المكتوبة في تونس متروكة لشأنها ... والأزمة تأخذ بعدا هيكليا بالأساس



اعتبر الدكتور" الصاد ق الحمامي "  المنسق العلمي للمؤتمر الدولي لمعهد الصحافة وعلوم الأخبار المزمع انعقاده أيام 20 و 21و 22  من افريل الجاري أن الصحافة المكتوبة في تونس تعاني أزمة هيكلية بأبعاد مختلفة لم تراع التطورات الحاصلة . وان صحافة المواطن لا يمكن أن تعوض الصحافة التقليدية التي تحفظ حق المواطن في الحصول على الأخبار معتبرا أن الصحافة المكتوبة والتقليدية في تونس متروكة لشأنها في مستوى تأهيل القطاع بعيدا عن تدخل الدولة في إطار استقلالية عمل الصحفيين التونسيين . وفيما يلي نص الحوار:

ينظّم معهد الصحافة ملتقى دوليا لتدارس وضعية الصحافة المكتوبة في تونس والعالم فما سبب اختيار هذا  
الموضوع ؟
المؤتمر حمل عنوان "  الصحافة المكتوبة –  أزمة أم تحولات"  وانطلاقة فكرة تنظيمه تعود إلى واقع الصحافة المكتوبة التي تعيش أزمة عميقة جدا وفي سياق محلي وعالمي اعتنى بإشكاليات ومشاغل وسائل إعلامية منها الإذاعات والتلفزيون من جهة أولى  و أهمل بوضوح واقع وحال الصحافة التقليدية المكتوبة واتجاهاتها  من ناحية أولى  . ومن ناحية ثانية فان تنامي الميديا الجديدة عامل إضافي دعانا لتدارس هذه الوضعية . 
-من محاور الاهتمام بأشغال المؤتمر مسألة تأثيرات البيئة التواصلية الجديدة منها في تونس والعالم العربي بصفة عامة ؟
هناك تدارس مثل هذه المشاغل في ضوء وضعية انتشار الميديا الجديدة والوسائط على غرار الهواتف الذكية فالمشغل هنا هو النظر في كيفية تأقلم الصحافة المكتوبة صحفيين ومؤسسات مع هذه التطورات خاصة وان الصحافة أضحت صناعة معقدة جدا حيث انتهى عصر الصحفي المغامر .
وفي تونس  هناك أزمة في هذا المستوى إذ تشكو الصحافة المكتوبة  من اختلال في البنية والهيكلة بالأساس وفي أبعاد مختلفة. ولكن مع هذا التراجع فان  محاولات توصيف او بالأحرى تشخيص  مظاهر الازمة  لا يحظى الباحث فيه على  ارقام واضحة  تتعلق  بعمليات  التوزيع  ما عدا  ما ترصده العين المجردة التي تؤشر  ان الاقبال على الصحف الورقية اخذ في التراجع في ظل ثقافة جديدة للقارئ وتحولات في البنية التواصلية.
-مقابل هذا هناك حديث من بعض الأطراف عن احتضار الصحافة أو بالأحرى موت ونهاية المكتوبة فما هو تعليقكم ؟
-هذه مغالطة كبرى و لا احد من الأكاديميين الجيدين يتحدثون عن موت او حتى نهاية الصحافة المكتوبة . ولعل من باب الهنات اليوم في تونس هو بقاء الصحافة المكتوبة متروكة لشانها . فاعتقد ان المطلوب تعصير مسالك التوزيع والعمل على إرساء استراتيجية على غرار البلدان الديمقراطية للاعتناء بالقطاع  بشروط  دون المس من  استقلالية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية. فمن واجب  الدولة  بمثل هذه الشروط   واعني التزامها عدم التدخل في  لخط التحريري دعم الصحافة المكتوبة بعيدا عن رغبة الهيمنة حيث تتحمل الدولة د ور تأهيل القطاع.
-وماذا عن مسالة التعديل الذاتي  في الصحافة المكتوبة وافاق الصحافة الإلكترونية في تونس ؟
- لدينا في تونس الهايكا الهيكل التعديلي الوحيد للقطاع السمعي البصري  لكن مقابل هذا فان الصحافة المكتوبة والالكترونية  لا تمتلك آلية لتنظيم القطاع  رغم أنها تعاني من مشاكل هيكلية وذلك لأنها لم تستوعب ان الصحافة أضحت صناعة فعلى سبيل المثال في مجال الصحافة الإلكترونية  السوق الاعلامية ضعيفة جدا  وتعاني ضعف  التمويل وتجابه صعوبات الوصول اليه .
كما ان الجمهور  ليس له بعد تقليد شراء المضامين الالكترونية . فأزمة الصحافة في تونس هيكلية وبنيوية  تشمل مستويات القارئ والتكوين ووضعيات الصحفي  والمتقبل بصفة عامة الذي يغيب عنه رهان دفع ثمن الصحافة الجيدة مقابل اقتناء "قهوة " ان صح الوصف .
-ختاما  يرجح  بعض الخبراء  ان "صحافة المواطن " يمكن ان تكون البديل للجمهور فماهي رؤيتكم ؟
- في تونس هناك عديد المواقع تحت عنوان صحافة المواطن جدية وتتميز بمهنية عالية  جدا على غرار "نواة " لكن  ومع تعدد مفاهيم صحافة المواطن التي يغيب عنها طابع المهنية فأعتقد ان   الصحافة التقليدية  تحافظ على خاصية مهمة لا ينافسها فيها احد هي دورها في اخبار المواطن . ولهذا فان  الرهان اليوم يكون على الصحفي متعدد الكفاءات  بما أن الجمهور أصبح له دور ايجابي يتفاعل وينشط على مواقع وشبكات اجتماعية متعددة . ولهذا فان مسلك كل هذا هي المعاهد المتخصصة في الصحافة .

ايمان عبد الستار 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire