jeudi 16 avril 2015

الصحافة العلمية المكتوبة في الوطن العربي: أزمة في العرض لا في الطلب

مصطفى بوليلة

يمثل النشر العلمي 15 %من حركة النشر في العالم. وتشتمل الصحافة العلمية على الجرائد والمجلات الجماهيرية والمجلات المُحكّمة. وقد كان أول ظهور للجرائد العلمية في بريطانيا وفرنسا حيث طبعت أوّل جريدة JOURNAL DES SAVANTS  عام 1665. ويُصدر اليوم، في المملكة المتحدة، مجمع تايلور وفرنسيس أكثر من ألف جريدة علمية. وتنتشر الجرائد العلمية في الولايات المتحدة وأروبا وروسيا واليابان. وتصدر في الصين اليوم، 70 صحيفة يوميّة تعنى بالعلوم والتكنولوجيا.
أمّا المجلات العلمية، فقد عرفت رواجا واسعا منذ الثورة الصناعية. وازدهرت في أمريكا خاصة. وليس مصادفة أن تكون أقدم مجلة مواظبة على الصدور في الولايات المتحدة الأمريكية من بين آلاف المجلات وشتى المجالات هي مجلة SCIENCES   وذلك منذ سنة   1880. أمّا مجلة ناشيونال جيوغرافيك NATIONAL GEOGRAPHIC  فقد حافظت على صدورها منذ 1888 وتوزع اليوم 50 مليون نسخة. وقد ترجمت على مدار أكثر من قرن إلى 33 لغة في العالم ولم تظهر النسخة العربية منها إلا في أكتوبر 2010 في حين تعد اللغة العربية اللغة الخامسة من حيث عدد المتكلمين بها في العالم.[1]
وفي روسيا توزع مجلة "العلم والحياة" 3.5 مليون نسخة.[2] وفي بريطانيا، مجلة علمية موجهة للجمهور الواسع، اسمها "NATURE"، ذاع صيتها وتخطت حدود المملكة  المتحدة حتى صارت لها نسخا يابانية. ومن فرنسا تأتينا منذ عقود مجلة SCIENCE ET VIE  و LA RECHERCHE. وفي ألمانيا وايطاليا واسبانيا مجلة واحدة  تبيع ملايين النسخ بلغات مختلفة وهي مجلة مختصة في التكنولوجيا والتطبيقات العملية للنظريات العلمية، تدعى  ÇA M’INTERRESSE  أي هذا يعنيني. و أما العرب، فتكاد تنعدم لديهم الصحافة العلمية. فهل العلوم لا تعنيهم؟
ولا نعثر على امتداد الخارطة العربية إلا على جريدة علمية واحدة[3]. ولا تخصص سوى 20 جريدة فقط من بين 120 صحيفة يومية عربية، صفحات أو أبواب أو ملاحق للعلوم.[4]
وأما المجلات العلمية العربية فهي بحدود الـ 15 مجلة ورقية. تصدر في معظمها من الخليج العربي. وبعضها لا يسعى لنشر العلم بقدر سعيه لإبراز الادعاء بـ"الإعجاز العلمي في القرآن" أو "التصميم الذكي للكون". و أمّا مجلة "العربي العلمي" ثاني أكبر مجلة عربية سحبا ونشرا وتوزيعا بـ 30 ألف نسخة شهريا فقد توقفت عن الصدور منذ ماي 2014[5] لأسباب غير معلنة ولكنها تشي بصراع ما بين تيارين ايديولوجيين أحدهما يسعى لنشر الفكر العلمي والثاني لنشر الفكر السلفي.
ولقد أيدت البحوث الميدانية التي أجريناها حول الطلب على المجلات العلمية في تونس صحّة القول بأنّ الطلب على الصحافة العلمية يفوق العرض بما يفسح المجال واسعا لنمو هذا القطاع من الصحافة المكتوبة.



[1] ناشيونال جيوغرافيك تصدر طبعتها الـ33 باللغة العربية ، http://www.ngalarabiya.com
[2] القفاري ( عبد الله)، الحقيبة التدريبية في مجال الإعلام العلمي، إدارة العلوم والبحث العلمي ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ص22. انظر www.alecso.org.tn
[3] " دليل الأنترنات" هي جريدة ورقية نصف شهرية متخصصة في الأنترنت والتقنيات الحديثة للإعلام والتواصل. تصدر وتوزع بالمغرب فقط.  
[4] مفضل وحيد (وحيد)، الصحافة العلمية العربية: بين الوجود والعدم،  www.onislam.net   بتاريخ 01/06/2012.
[5] توقفت العربي العلمي بعد عامين ونصف من الصدور، لاقت خلالها ترحيبا كبيرا من القراء، مما جعل إدارتها تعلن عن عزمها في الرفع من السحب من 30 ألف إلى 50 ألف نسخة، ولكن تم تغيير رئيس تحرير مجلة العربي فجأة وتوقفت العرب العلمي عن الصدور. 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire