jeudi 16 avril 2015

استخدام الشباب العربي للمضمون الإخباري عبر المنصات الإلكترونية المحمولة – دراسة مقارنة عبر وطنية


نجوى عبد السلام فهمي
 مها عبد المجيد صلاح


تثير ظاهرة توقف عدد من المؤسسات الصحفية الكبرى المرموقة عن إصدار الصحف الورقية التي استمرت في إصدارها لعقود طويلة مضت، واكتفائها في المقابل بالإصدارات الإليكترونية عبر شبكة الإنترنت مخاوف الكثير من القائمين على صناعة الصحافة في العالم كله. فتلك الظاهرة التي عُرفت مجازًا بـ "انتحار الصحف الورقية"، يصاحبها التناقص المستمر في أعداد قراء الصحف الورقية مع ارتفاع تكلفة إنتاجها، تجسد استمرار المشكلات التي تعانيها المؤسسات الصحفية عبر أنحاء العالم المختلفة منذ سنوات بعيدة.
غير أن واقع الأزمة يحمل في طياته دلالة مهمة ومثيرة للتفاؤل، ذلك أن مشكلات الصحافة الورقية التي بدأت منذ عقود طويلة لم توقف الصحافة الورقية أو تقضي عليها. ولكن في المقابل يأتي كل تطور جديد في تكنولوجيا الاتصال ونشر المعلومات ليحمل معه للصحافة أملا جديدا وإمكانات واعدة تضيف لها، فتعيد الصحافة تطوير المهنة واكتشاف آفاق جديدة للتطور لا للاندثار.  
حتى أن فشل خدمات النصوص المتلفزة التي لجأت إليها الصحف الورقية كأول شكل لنشر الأخبار الصحفية إليكترونيا في أواخر السبعينات والثمانينات، كان بمثابة تمهيدًا لانطلاقة المؤسسات الصحفية بعد ذلك نحو النشر الإليكتروني عبر شبكة الإنترنت، وظهور الصحف الإليكترونية التي أضافت للصحافة أبعادًا تنافسية غير مسبوقة مع وسائل الإعلام الأخرى.
ومع تطور استخدام الصحف للنشر الإليكتروني بإمكاناته المختلفة، وظهور المنصات الإليكترونية المحمولة مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي، وانتشار استخدامها بين قطاعات عريضة خاصة من الشباب، اتجهت الصحف للاستفادة من هذه المنصات بإنتاج خدمات صحفية مصممة ومعدة خصيصًا لتناسب استخداماتها واحتياجات جمهورها.
يسعى هذا البحث إلي التعرف علي مدي نجاح المنصات الإلكترونية المحمولة ( اللوحية ) في نشر المضمون الإخباري بين الشباب في عدة دول عربية، ودورها وأهميتها بالنسبة لهم كمصادر صحفية للحصول على الأخبار ومتابعتها، وتقييمهم لمدة كفاءتها وفاعليتها، وذلك من خلال الإجابة علي عدد من التساؤلات البحثية:
-       إلى أي مدى تنجح المنصات الإليكترونية المحمولة كمصادر لنشر المضمون الصحفي الإخباري بين الشباب؟
-       إلى أي مدى تستطيع أن تقدم شكلا جديدًا للخدمة الصحفية الإخبارية قادر على جذب الشباب بعد أن عزفت غالبيتهم عن الصحف الورقية؟
-       كيف يستخدم الشباب هذه المنصات الإليكترونية المحمولة للحصول على الأخبار؟
-       ما أنماط وعادات استخدام الشباب للمنصات الإلكترونية؟
-       هل يؤثر ذلك الاستخدام على أنماط استخدامهم لوسائل الإعلام الأخرى؟
-       ما تصورات ورؤى الشباب بشأن هذه الوسائط الإليكترونية ودورها في تقديم الخدمة الإخبارية الصحفية، وما تقييمهم لمستوى الخدمات الصحفية التي يتلقونها من خلالها؟
-       ما مدى شعورهم بالاكتفاء إزاء ما يحصلون عليه من معلومات وأخبار من خلالها؟
تلك التساؤلات وأخرى غيرها، هي التساؤلات التي يطرحها البحث من خلال دراسة مقارنة عبر وطنية على عينة من الشباب العربي ممن يستخدمون المنصات الإليكترونية المحمولة للحصول على الأخبار ومتابعتها. 

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire