تشهد الصحافة المكتوبة
في كل مكان تحولاّت متعددة تتصل بالبيئة الثقافية (ممارسات القراءة وتعاظم مكانة
الميديا الجديدة لدى فئات الشباب) وبالبيئة التواصلية ( الاندماج وتوظيف
التكنولوجيات الجديدة في صناعة المضامين الإعلامية وظهور محامل جديدة على غرار
الهواتف الذكية والأجهزة اللّوحية) وبالبيئة
الاقتصادية (الأزمة الاقتصادية وتراجع الإعلان).
كما تشهد الصحافة
المكتوبة تحولاّت أخرى تتصل
بالصناعة الصحفية وبالمؤسّسات الصحفية وبالممارسة الصحفية ذاتها: ظهور أنواع جديدة
من الصحف على غرار الصحافة المجانية وتطوير
إستراتيجيات تعدّد المنصات (Cross media) واستحداث أنماط جديدة من التوزيع وتجديد النماذج الاقتصادية وابتكار أنواع
جديدة من الكتابة ( interactive features web documentary) ومن الكفاءات الصحفية (الكتابة
لأكثر من ميديا) بل وأخلاقيات جديدة
مندمجة convergence ethics
وبشكل عام تحيل هذه
التحولات كلها على إشكالية تأقلم الصحافة المكتوبة مع بيئة ثقافية وتواصلية جديدة.
وفي هذا الإطار بالذات تنامي في السنوات الأخيرة خطاب
مخصوص يستند إلى عدة مؤشرات يعتبرها دليلا صريحا على تغيرات ذات طبيعة بنيوية ستفضي
حتما إلى "نهاية الصحف" (la fin
des journaux)
و انحدارها "(Newspapers
decline) و"موت الصحافة". ومن
بين هذه المؤشرات: تنامي تكلفة صناعة الصحف الورقية والتراجع المستمر للاستثمار في
صناعة الصحافة وتسريح الصحفيين وأزمات بعض
المؤسسات الصحفية (على غرار جريدة ليبيراسيون الفرنسية) وغلقها أحيانا أو
الاكتفاء بنسخة رقمية (على غرار نيوزوييك
الأمريكية أو فرانس سوار الفرنسية التي تحولت إلى جريدة رقمية متاحة على الأجهزة
اللوحية). ولعل المؤشّر الأهم هو تراجع مبيعات الصحف (يوميات، أسبوعيات، مجلات
شهرية) في الكثير من الدول الصناعية المتقدمة.
ويشير تقرير منظمة Wan Ifra لعام 2014 إلى أن "توزيع الصحف تنامى في آسيا بنسبة 6,67 % وفي أمريكا اللاتينية بنسبة 7,5 % وفي الشرق الأوسط وأفريقيا وتراجعت في المقابل في أمريكا الشمالية بنسبة 10,25 % وبنسبة 19,59 % في أستراليا و أوقيانوسيا وبـ 23,02 % في أوروبا"
تدعونا هذه الإحصائيات
إلى النظر إلى إشكالية الصحافة المكتوبة
في إطار سياقات ثقافية مخصوصة والنظر
بريبة إلى خطاب" نهاية الصحف"
و"موت الصحافة" الذي تروجه
الميديا والخبراء وإخضاعه للمسائلة النظرية.
أمّا في العالم العربي
فيبدو التفكير في الصحافة المكتوبة مهمّة غير يسيرة فغياب إحصائيات ذات مصداقية
صادرة عن صناعة الصحف وغياب منظومات التحقق من التوزيع، إضافة إلى محدودية البحوث
العملية يجعل من دراسة تطوّرات قطاع الصحافة المكتوبة مهمّة صعبة.
وفي مستوى آخر فإن
علاقة الصحافة المكتوبة بالميديا الجديدة تشكل مفارقة طريفة. فالميديا الجديدة تمثّل مصدرا لتهديدات عدة
للصحافة المكتوبة : عزوف الشباب عن الصحف وانغماسهم في العالم الرقمي ومنافسة
الإنترنت كمصدر للأخبار وتعاظم قدرة الأفراد على إنتاج المضامينuser generated content وتنامي ما يسمّى صحافة المواطن التي كادت أن تصبح في بعض الخطابات
صحافة من طراز جديد تمثل بديلا عن الصحافة التقليدية....
وفي المقابل فإن الميديا الجديدة تساهم كذلك في تطوير الصحافة المكتوبة
عبر توسيع قاعدة الجمهور بفضل
تطبيقات الصحافة الإلكترونية والهواتف الذكية والأجهزة اللّوحية، كما
أنها تساهم في تجديد العملية الصناعية
الصحفية (من الكتابة إلى التوزيع). هكذا
قد لا يعني تراجع المبيعات مؤشّرا صريحا لما يسمّى أزمة الصحافة بقدر ما هو إعادة
تشكيل جمهور الصحافة.
وعلى هذا النحو فإن
تحوّلات الصحافة المكتوبة تحيل على صيرورة إعادة ابتكار الصحافة لنفسها: الصحفي
المتعدد الكفاءات (Multi-skilled
journalist)
(مقابل الصحفي ذو الكفاءة الواحدة)، نموذج اقتصادي جديد متنوع المصادر، تعدّد
المنصات التكنولوجية (cross media) وأنواع جديدة من الكتابة الصحفية (transmedia, multimedia, rich
media,)
وتجديد غرفة الأخبار وإدارة العملية التحريرية برمتها، مما يجعل من مؤسّسات
الصحافة المكتوبة فاعلا رئيسا في مجال الإنترنت.
ومن منظور أوسع تحيل
هذه الإشكاليات إلى قدرة صناعة الصحف والمؤسّسات الصحفية بشكل مخصوص على إعادة
تجديد نفسها في بيئة خطرة حتى تواصل أداء أدورها الأساسية في المجال العمومي: تزويد المواطنين بأخبار ومضامين ذات جودة،
وتنويرهم لمساعدتهم على اتخاذ القرارات السياسية وفهم الأحداث، إضافة إلى أدوار إدارة
النقاش العام وتمثيل التنوع السياسي و الثقافي ،.
تستدعي هذه الإشكاليات
الخوض في أدوار الدولة إزاء الصحافة المكتوبة كما يبين ذلك النقاش في أوروبا حول
المساعدات العمومية لصالح مؤسّسات الصحافة المكتوبة (وخاصة في ألمانيا وفرنسا
وبريطانيا) وجدواها.
كما تطرح هذه
الإشكالية كذلك التفكير في الأطر القانونية (تشريعات) والتنظيمية (على غرار مجالس
الصحافة واختصاصاتها).
كما يمثّل التكوين
رهانا أساسيا بالنسبة للدولة والمجتمع والجامعة، إذ تثير هذه التحولات مسألة تجديد
التكوين وتطويره وتطويعه لمقتضيات صحافة جديدة ومبتكرة تؤدي أدوراها في بيئة
متغيرة.
هكذا يرنو مؤتمر
الصحافة المكتوبة إلى أن يكون منتدى يجمع باحثين ومهنيين من بيئات جغرافية وثقافية متنوعة (أفريقيا،
أوروبا، العالم العربي أمريكا) للنقاش من اختصاصات وزوايا متعددة (الاقتصاد
والتسويق، القانون، الأخلاقيات، ودراسات
الجمهور، والكتابة التحريرية.... ).
وتتأتى أهمية المؤتمر،
خاصة في العالم العربي، من ضمور الإنتاج البحث العلمي في مجال الصحافة المكتوبة لصالح التلفزيون
والميديا الجديدة .
محاور المؤتمر
الصحافة المكتوبة: سياق جديد
-
تأثيرات البيئة التواصلية الجديدة
والتحولات التكنولوجية على الصحافة المكتوبة.
-
تأثيرات التلفزيون والميديا
الجديدة في بيئة الصحافة المكتوبة.
-
علاقة الشباب بالصحافة المكتوبة في سياق تنامي البيئة الافتراضية.
-
خطاب نهاية الصحافة واندثارها:
الخطاب ودلالاته.
حالة الصحافة المكتوبة:
الاتجاهات الكبرى
-
توصيف حالة صناعة الصحافة في العالم في سياقات متعددة: أوروبا الغربية،
الولايات المتحدة، العالم العربي إفريقيا
-
مقاربات مقارنة لحالة الصحافة المكتوبة من زوايا متعددة : القراءة والتوزيع
والإعلان واقتصاد والمؤسسات الصحفية....
-
تحولات الصحافة المكتوبة
-
الميديا الجديدة (مصدر تهديد أم
تجديد) وتفاعل الصحافة المكتوبة مع عالمها وتطبيقاتها.
-
المضامين الجديدة عبر
الميديا الجوالة médias mobiles
-
إستراتيجيات المؤسّسات الصحفية في بيئة خطرة في مجالات صناعة المنتج الصحفي : التنظيم organisation ، والتوزيع وتوظيف الميديا
الجديدة (أشكال جديدة من التوزيع، أنماط مبتكرة من الكتابة، علاقات جديدة بالجمهور)
-
أشكال تجديد الصحافة المكتوبة في
مستويات إدارة العملية التحريرية والكتابة....
-
رهان الصحافة الجيدة ومستقبل الصحافة المكتوبة
-
أدوار الصحافة المكتوبة المتصلة بالمجال العمومي
-
أدوار الدولة والسياسات العمومية ودورها في تطوير صحافة جيدة وقابلة للحياة : تجارب مقارنة أوروبية، عربية....
-
الأطر المؤسسية والتنظيمية (التشريعات،
التنظيم regulation
-
تجديد منظومة التكوين الجامعي في مجال الصحافة المكتوبة
اللّجنة
العلمية للمؤتمر
- د.
سلوى الشرفي، تونس، معهد الصحافة وعلوم
الإخبار، جامعة منوبة، تونس
- الصادق
الحمامي، تونس، (المنسق العلمي للمؤتمر) معهد الصحافة وعلوم الإخبار، جامعة
منوبة، تونس
- د.
محمد حمدان، معهد الصحافة وعلوم الإخبار،جامعة منوبة، تونس
- محمد
العربي شويخة، تونس، معهد الصحافة وعلوم الإخبار، جامعة منوبة، تونس
- د. منصف العياري، تونس، معهد
الصحافة وعلوم الإخبار، جامعة منوبة، تونس
- د.
زهرة الغربي، تونس، معهد الصحافة وعلوم الإخبار، جامعة منوبة، تونس
- د.
نصر الدين لعياضي، الجزائر ، كلية علوم
الإعلام والاتصال، جامعة الجزائر 3،
الجزائر
- د.
السيد بخيت، تونس، كلية الإعلام جامعة القاهرة، مصر
- د.
نهاوند القادري، لبنان،كلية الإعلام،
الجامعة اللبنانية، لبنان.
- د.
جاسم محمد الشيخ جابر، العراق، كلية البيان الجامعية، سلطنة عمان
- د.
برتراند كابدوش، فرنسا، جامعة قرونوبل، فرنسا
لجنة التنظيم
د. سفيان عمار، معهد الصحافة وعلوم الإخبار
د. وريدة
بوسعادة، معهد الصحافة وعلوم الإخبار
د. هالة بن علي،
معهد الصحافة وعلوم الإخبار
الآجال التي يتوجب احترامها
15 نوفمبر: إرسال المقترحات إلى اللّجنة العلمية على
العنوان التالي:
يتضمن المقترح
العناصر التالية
-
سيرة ذاتية مقتضبة (200 كلمة)
-
ملخص المقترح وقائمة بيبليوغرافية (500 كلمة)
15
ديسمبر
-
إعلام المشاركين بقبول المقترحات
15 مارس
-
إرسال نصوص المشاركات كاملة
إجراءات التحكيم
تقيّم المقترحات من طرف محكّمين بشكل سرّي
لغات المؤتمر
العربية والفرنسية والإنقليزية
رسوم التسجيل
-
100 دولار-يورو يتمّ
تحويلها إلى الرصيد البنكي لمعهد الصحافة وعلوم الإخبار، كما يتحمل المشاركون تكاليف الإقامة والسفر
للاتصال باللجنة التنظيمية
-
معهد الصحافة وعلوم الإخبار، المركب الجامعي بمنوبة، تونس، الهاتف 71 60 08 31، الفاكس 71 60 04 65، البريد الإلكتروني ipsi@ipsi.rnu.tn
IPSI. Campus universitaire 2010 Manouba - Tunisie
Tl. : - Fax : 71 60 04 65
ipsiipsi2014@gmail.com
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire