vendredi 24 avril 2015

الصحافة المكتوبة قبل الزوال


لم يُخف المتدخلون في الجلسة المسائية للملتقى الدولي تحت عنوان "الصحافة المكتوبة أزمة أم تحولات؟" تخوفاتهم إزاء مصير الصحافة المطبوعة ذلك أنهم يتنبؤون بزوالها أمام انتشـــــــــار الوسائل الرقمية.

قبل أن يأخذ الكلمة، مسك الأستاذ ناجي البغوري نقيب الصحافيين التونسيين هاتفه الجوال وقرأ على الحاضرين خبر اقتحام مقر حركة النهضة بشربان (مدينة تابعة لمحافظة المهدية بتونس) في إشارة منه الى أن المعلومة أصبحت متاحة في الوسائل التكنولوجية وفي متناول الجميع مثل الهواتف الذكية واللوحات  الالكترونية.
انطلق الأستاذ البغوري من هذا المثال ليؤكد على أزمة الصحافة المكتوبة وتراجع نسبة القراء ونسب التوزيع. مثال انطلق منه الأستاذ البغوري ليكشف عن واقع مليء بالمشاكل فقد ركز على تقلص صبر الجمهور المتلقي إذ لا يمكنه انتظار صدور الجريدة اليومية التي يتطلب طبعها وتوزيعها 24 ساعة فما بال القارئ بصحيفة أسبوعية وهو القادر على الاطلاع على مختلف الأخبار في "ثلاث دقائق" حسب تقديره. وخلُص إلى إمكانية اختفاء الصحافة المكتوبة في السنوات القليلة المقبلة "مالم نفكر في تحسين المضامين الصحفية".فكرة تقاسمها مع "كريستسان جاكوبتس" جامعي وخبير في الميديا الجديدة في ألمانيا والذي تحدث عن واقع الصحافة المطبوعة في ألمانيا، مؤكدا على أن الفرد غير مستعد للانتظار، فبالوسائل الرقمية يحصل على المعلومات التي يبحث عنها، إذ أن 54 بالمائة من سكان ألمانيا يملكون هواتف ذكية وستصبح التغطية كاملة خلال السنوات القليلة القادمة. غير أن جاكوباتس لم يقلل من جودة الصحف الورقية ويعتبرها "مهمة جدا" بل أشار إلى دور الفيديو في صناعة الحدث، الفيديو الذي "قد لا تتجاوز مدته ست ثواني ويكون له الوقع الكبير لدى الجمهور". وبالتالي فان الوضع في المانيا يختلف عن الوضع في تونس ذلك أن نقيب الصحفيين لا يتردّ في الحديث عن أزمة مضامين مصرّحا "يجب أن نفكّر في تحسين المضامين الصحفية".



مضامين الصحافة هي مضامين مكرّرة يراها المتلقي على شاشات التلفزة و يسمعها على موجات الإذاعة لذلك يجب التفكير في حلول جدية حتى يتصالح القارئ مع صحيفته و يشعر براحة كلما لمس أوراق الصحيفة و "حبّرت أصابعه".
القصة هي الحل حسب الأستاذ ناجي البغوري لانها تشد القارئ و تجعله وفيا لصحيفته، يعيش معها و يتابعها و هو ما يدعو للخوض في الأشكال الصحفية و تقنيات الكتابة والتفرّد لنيل رضا القارئ و دفعه لشراء الصحيفة رغم الثورة الرقمية.

الصحافة المكتوبة في أزمة، وقد تختفي أو تزول رغم كثرة المدافعين عنها وعن وجودها،http://ipsiconference2014.blogspot.com/ والأمر لا يتعلق بتحولات فحسب، أزمة أكّد عليها الأستاذ حسن الزرقوني رئيس عام "سيغما كونساي" بتونس من خلال مداخيل الاشهار المتأتية من الصحف الورقية التي كانت تقدّر بما يزيد عن 29 مليون دينار سنة 2005 وتراجعت إلى 20 مليون دينار سنة 2014. و لئن اعتبرت مداخيل الإشهار مؤشّرا من بين مؤشرات الأزمة فانها تبقى دليلا موضوعيا على معاناة الأزمة 
المكتوبة.
وهيبة الغالي
التالي
هذا احدت موضوع.
Article plus ancien

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire